يا مُسلِمون .. يا مُسلِمون ..
أطلب مِنكُم الرّحمَة فَقد طال بي الأسر وآن لي أن أتحرر..
دَعوني أُسْمِعَ صوتِي للعالمِ قَبْلَ أن يَفوتَ الأوان ..
إنّهم يَسخَرونَ منّي..
نعم .. يسخرون مني .
لأنّي أتكلم عنِ المؤامرةِ ضدّي وعن خوفي مِن هدمي..!
فإن لم أخف مِنَ الهدمِ .. فماذا سيخيفني ؟!
فأليكم قصّتي..
إن حياتي في هذهِِ الأرضِ بَدأت منذُ زمنٍ طويلٍ .. فقد بُنيت بعد اربعين عامًا من بناء المسجد الحرام , ومنذُ ذلك اليوم وأنا افتخر بكوني بيتًا من بيوت الله ..
فبيوت الله كثيرة ولكنّي الوحيد الذي أُخترتُ لأكونَ موطنًا للرسول صلى الله عليه وسلم في أسرائه .. وأفخر أنني كنتُ مسرى الرسول وقِبلتهُ الأولى.
* * *
تعاقبتني الأيام بينَ عزّةٍ ومذلّة وأنتم يا اهلي ويا حُماتي..
يا مسلمون .. انتم من تعزّوني وانتم من تذلّوني.. !
فماذا تقولون لِمنْ يُدنِّسُ تُرابي ويُغلقُ أبوابي في وجهِ الشّباب ؟!
ولمن يضرب الحواجز والحدود
ولمن يجوع الأحفاد والجدود
ولمن حاصر غزة بالجنود
ولمن فرض الضرائب والقيود
قولوا لمن استأسد وكله عيوب
إن لنا تاريخا لا تحده حدود
فهذا عمر الفاروق فاتحي وما صلاح الدين مني ببعيد
يقولون انّ علينا ان نركز على الحاضِر , وننسى الماضي بما فيهِ..
ولكنّهم يستكثرون عليّ ان اذكر بالخير من طهّرني من جيش الإحتلال , وأن اشكر صاحبَ الفضلِ بتحريري بعد قِرْنٍ مِنَ القهْرِ ..!
* * *
إنّهم يغيرون فراشي وسجّادي كلّ عام , ولكن.. هل هنت عليكم حتّى تبيعوني ببعض القماش والنسيج , وكأنّ سعادتي ببساطٍ يفرشونَ بهِ ارضي بينما المعادل تنهش احشائي.. وتهدد اساساتي..
انهم يحاولون مسحي عن الوجود والخطرُ قريبٌ اكثر مما تتصورون ...
يدّعون السّلام فهل ترونَ بأن هدم أركاني وبناءِ هيكلٍ مزعومِ مكاني هو السّلام ؟!
يقترحونَ بأن تكون القدس دولية ولكلّ الأديان السّماوية!
فلتقدسها الأديانُ جميعًا.. لا اختلاف على ذلك , اما انا فإسلامي في كلّ حجرٍ وذرّة ترابٍ, فكوني وقفًا إسلاميًّا
وهو حقيقة ثابتة وواقعة ما دام هناكَ مصلّين وما زال الآذان يُرفعُ في ارجائي..
فلا تَهجروني ولا تقتلوا حقّي.. بحجة الدينِ والسّياسة !
لقد حفروا طويلًا.. وما زالوا يحفرون ولكنّ الله خيّب آمالهم وسيقلب مكرهم ان شاء
هذه البلدة القديمة
هذه سلوان العنيدة
تتصدع جدران بيوتها لكنها تتجذر ثم تتفجر
صامدة شامخة باسقة تتمدد
بأهلها الصابرين تتمرد
* * *
يا مسلمون , افيقوا ألم يكفكم ما فعلوه بِنا ؟!
حتّى متى ستيعشون في الذّلِ والهوان .. ؟
فيا حسرةَ على شعبٍ ينتظرُ ان يٌقَدّمَ إليه حَقّهُ على طبقٍ من ذهب !
فساحاتي مباحة لكلّ حاقدٍ يحلم ببناء هيكلٍ مكاني .. انهم يمهّدون لمحوي عن الوجود فأنقذوني
هتكوا ستري
دنسوا حرماتي
باب المغاربة يشهد مأساتي
أدخلوا منه العاريات إلى باحاتي
فسرقوا الطهارة من جنباتي
يا مسلمون ألا تغارون
ألا تتمعرون ألا تشمئزون
أم خدعتم بمعسول الكلام عن السلام
يا عرب يا مسلمون
أتظنون أنكم من السؤال تفلتون
فوالله ثم والله إن وعد ربي سيكون
وقفوهم إنهم مسؤولون
عن الجيوش عن الأساطيل عن الطائرات
فماذا أنتم مجيبون
قوموا من سباتكم أيها النائمون
فلا سلامٌ مع تخاذلٍ ولا حقوقٍ تُرجَعٌ مع ضعفٍ ..
اين حمية الاسلام عندكم .. واين ذهبت نخوةِ الرجال ..
لا تنسوني وتهملوني .. اعيدوا فتح قضيتي وانظروا في ملابسات اسري .. فسترون اني مظلومًا ولن يحررني إلّا رجالٌ صادقون مرابطون ..!